دانلود جدید ترین فیلمها و سریالهای روز دنیا در سایت 98Movies. اگر در جستجوی یک سایت عالی برای دانلود فیلم هستید به این آدرس مراجعه کنید. این سایت همچنین آرشیو کاملی از فیلمهای دوبله به فارسی دارد. بنابراین برای دانلود فیلم دوبله فارسی بدون سانسور نیز می توانید به این سایت مراجعه کنید. در این سایت امکان پخش آنلاین فیلم و سریال همراه با زیرنویس و فیلمهای دوبله شده به صورت دوزبانه فراهم شده است. بنابراین برای اولین بار در ایران شما می توانید فیلمهای دوبله شده را در تلویزیونهای هوشمند خود به صورت دوزبانه و آنلاین مشاهده نمایید.
التاريخ : 2023-10-27

عندما أحرجت الملكة رانيا العالم

الراي نيوز  - ربيع العدوان
مجازاً .. كان لابد من صفعة على وجه هذا العالم لعله يستيقظ من غياهب إزدواجية المعايير والظلم الذي أعطى الاحتلال الاسرائيلي الضوء الأخضر لارتكاب المجازر والإبادة الجماعية بحق الأهل في غزة وتسبب بدمار هائل على مدار أسبوعين، حيث وجد في ذلك فرصة وذريعة لتحقيق غايته الإستراتيجية بتهجير "الغزاوية". 

تلك الصفعة جاءت في حديث جلالة الملكة رانيا العبدالله والتي باحت بما يدور في داخل كل الاردنيين، وأوصلت رسالة الحقيقة للعالم كله بما يعيشه أخوتنا في فلسطين والقابعين تحت الحصار وضربات طائرات جيش الاحتلال التي لا تعرف معنى الرحمة ولا الانسانية في غزة.

لم تكن الملكة من تتحدثت بل كان لسان الإنسانة التي شعرت المأساة في غزة العزيزة، وكان الحضور اللافت والثقة والرد بكل أريحية وثبات وجرأة على واحدة من المذيعات المخضرمات في قناة cnn كريستيان أمانبور، واللافت أكثر هو توقيت اللقاء واختيار المنبر لإيصال هذه الرسالة، خاصة وأن الجميع يرى الموقف المنحاز والغير حيادي الذي تمارسه قناة cnn إلى جانب الإعلام الغربي الذي تبنى رسالة الإدارة الأمريكية في دعم سياسة العقاب الجماعي للصامدين في غزة.

هي وبذكاءها المعهود أحرجت جلالتها العالم وكل من تبنى رواية قطع الرؤوس بسؤال منطقي، أجبر أمانبور على الالتفاف وتغيير محور المقابلة، حينما سألت جلالتها "هل يمكنك نشر ادعاء مدمر مثل هذا، ولم يتم التحقق منه، إذا كان صادرا من الفلسطينيين؟!، وهو ما كان دافعاً وعذراً للاحتلال يراه العالم كافياً لقتل الأبرياء في غزة والضفة يومياً.

وصلت الرسالة بكل حذافيرها وكان حديث جلالتها كفيل بتفنيد ما حاولت الماكنة الإعلامية الغربية الترويج له من صورة مزيفة لا تمت للواقع بصلة، ألصقت بالمقاومة، كقطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء، وهو ما تبين أنه كذب وتراجعت عنه الوكالات التي تبنت فيه رواية نتنياهو الذي نصب نفسه مجرم حرب من الدرجة الأولى وزاد في ذلك.

كان لافتاً أيضاً اللعب على الاختلافات من خلال السؤال الأول الذي سألته المذيعة، والذي ردت جلالتها بما لا يدعو للشك بذكاء شديد، حينما قالت لها "نحن الأردنيون متوحدون في هذا الحزن بغض النظر عن الأصول"، وهي إشارة واضحة إلى أن اللعب على هذا الوتر غير مناسب ولا توقيته، فالقضية الفلسطينية بالنسبة للأردن بكل مكوناته هي قضية أساسية وكل من فيه يشعر بشكل طبيعي أنها قضيته الشخصية.

انتقدت جلالتها إزدواجية المعايير التي حكمت العالم وجعلته صامتاً إزاء ما يحدث من عدوان إسرائيلي على غزة ومنح طائراته الضوء الأخضر لمحو عائلات بأكملها عن الوجود دون أن يخرج صوت يطالب بوقف إطلاق النار وهذه مرحلة خطرة وصلت لها الانسانية بدافع الدفاع عن النفس كما يسمونه.

أن تسلط جلالتها الضوء على سبب المعاناة والعوامل التي أدت للانفجار الكبير في 7 أكتوبر، كان واحداً من النقاط الهامة للغاية، فقد عرجت على النكبة والمعاناة من الجدار العازل والاستيطان والتهجير ونظام الفصل العنصري وتدمير وسرقة المنازل الفلسطينية، والجرائم التي يرتكبها الاحتلال يومياً، والتي بقيت بدون إدانة منذ 75 عاماً.

بدا وكأن المذيعة الأمريكية المتبنية لرواية الاحتلال منزعجة ومتوترة ولا تتقبل وجهة النظر الحقيقية ولكن إصرار جلالتها لتوضيح الصورة ووضعه في إطاره، أي بمعنى أن القضية الفلسطينية هي قصة كفاح وتحرر من الاحتلال، وهي ما يجب أن ينظر العالم لها، مشددة بالوقت ذاته على عدم قتل المدنيين من كل الأطراف وفق ما ينص عليه الاسلام السمح.

بكل قوة ردت جلالتها على ازدواجية المعايير العالمية، التي تنظر لجرائم الاحتلال الاسرائيلي على أنه دفاع عن النفس، لكن في حالة الفلسطينيين أصبح إرهاباً، متسائلة إذا ما كان الارهاب هو محصور في العرب والمسلمين فقط، وسط تجاهل العالم للعدالة وحقيقة ما يحدث منذ سنوات من ظلم وقع على الأشقاء الفلسطينيين.

بشكل عام أظهر هذا اللقاء أمرين هامين، الأول هو الحاجة لخلق ورعاية وسائل الاعلام المحلية لنوافذ تحاكي الغرب وتخاطبه باللغة والطريقة، وربما تنبهنا في مؤسسة الشاهد ووكالة رم لذلك وقمنا بتأسيس موقع إخباري ناطق باللغة الانجليزية مؤخراً، وهو ما يجب أن تسير مؤسسات الاعلام الرسمي على نهجه لإيصال صورة الأردن ورسالته وتدعم المواقف الملكية التي قاتلت بشجاعة لتظهر الصورة الحقيقية للصراع والعدوان والانتهاكات والجرائم اليومية منذ 75 عاماً، ولتؤكد بشكل لا رجعة فيه موقف الأردن المتحدي والمتحد على مركزية القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية في القدس، حتى لو تسبب ذلك بضغوطات كبيرة وهو ما يواجهه الأردن منذ سنوات نظير الحفاظ على ثوابته الراسخة تجاه فلسطين من رأس الهرم حتى أصغر مواطن، وأن ذلك لا يقبل الرهان.

بكل تأكيد ستبدأ الأقلام الصهيونية بمهاجمة هذا الحديث الصريح، وشعاع الشمس الذي بزغ في تصريحات جلالة الملكة، التي تعتبر من أكثر الشخصيات تأثيراً على مستوى العالم، وتعرف كيفية استغلال انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على مستوى القيادات العالمية والجمعيات الحقوقية لصالح القضية، وهذا كان واضحاً من كلام المذيعة الامريكية عندما أشارت بصراحة إلى أن كلمات جلالتها ستثير الداعمين للاحتلال، إلا أننا وبكامل الوضوح نرى أن صاحب الحق هو دائماً الأقوى، وجلالتها لم تقل إلا حقاً.

وبالمناسبة اسطوانة الماكنة الصهيونية الي اعتادت على الاصطياد في الماء العكر، وبتفاهة لم تعد تجدي فالاردنيون متوحدون هاشميون وشعباً وحكومة وأجهزة أمنية، وفهموا اللعبة الصهيونية، بمعنى أن أخبار الموضة والأزياء أصبحت"فستق فاضي".

 

عدد المشاهدات : ( 3935 )
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'الرأي نيوز' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .